FARES مشرف أضحك و فرفش
المساهمات : 217 تاريخ التسجيل : 22/07/2008
| موضوع: @@@ الأدلة المـادية على وجـود اللــه @@@ 7/22/2008, 10:58 am | |
| الأدلـــــــــة المـــادية على وجــــود اللـــــه بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأحباب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقفت على موضوع بعنوان (أرنى الله !!!!!!"آخى الصغير يسأل" ) لأحد الأعضاء الأفاضل فى أحد المنتديات والذى يتكلم فيه عن سؤال سأله له أخيه الأصغر عن وجود اللـــه ولم أرد أن أشارك فى هذا الموضوع ولكنى آثرت أن اكتب لكم فيه هذا الموضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــوع :- فان الله سبحانه وتعالى قد وضع فى كونه آيات تنطق بوجوده، وتنطق بعظمته،وتنطق بأنه هو الخالق ........ *** فالجماد يشهد أن لا اله إلا اللــــــه. *** والنبات يشهد أن لا اله إلا اللــــــه. *** والحيوان يشهد أن لا اله إلا اللــــه . *** والإنسان يشهد أن لا اله إلا اللـــــه . * وكل هذا يشهد بأدلة ناطقة لا تحتاج حتى إلى مجرد البحث والتفكير. ولقد خاطب الله سبحانه وتعالى كل العقول فى كل ألازمان ،فجعل هذه الأدلة التى تنطق بوجوده من أول الخلق، ثم كلما تقدم الإنسان ، وارتقت الحضارة ، وكشف الله من علمه ما يشاء لمن يشاء – ازدادت القضية رسوخا ، وازدادت الآيات وضوحا .. ، ذلك أن الله شاء عدله أن يخاطب كل العقول ، فجاءت آيات الله فى الكون الناطقة بألوهيته وحده ، ليفهمها العقل البسيط ، والعقل المرتقى فى الكون . ولقد أوجد الله سبحانه وتعالى فى هذا الكون أدلة مادية ، وأدلة عقلية ، وأدلة نصل اليها بالحواس...، وكلها تنطق بوحدانية الله ووجوده . ولقد جعل الله الأدلة لادراك وجوده هى العقل .. العقل هو الذى يدرك وجود الله-تعالى-بالدليل العقلى الذى وضعه الخالق فى الكون ، غير أن مهمة العقل فى هذا الوجود محدودة، ذلك أننا بالعقل ندرك أن هناك خالقا مبدعا قادرا ، ولكننا بالعقل لا نستطيع أن ندرك ماذا يريد الخالق منا ؟ وكيف نعبده ؟ وكيف نشكره ؟ وماذا أعد لنا من جزاء ..يثيب به من أطاعه ، ويعاقب به من عصاه . فهذا كله فوق قدرة العقل . وقد سئل أحد علماء الصوفية "ما الدليل على الله"؟ فقال "الله". ولما سئل "فما العقل"؟ قال "العقل عاجز. والعاجز لا يدل إلا على عاجز مثله". وقال ابن عطا: "العقل آلة للعبودية (أي للتعبد) وليس للإشراف على الربوبية". وهذا صحيح تماما ً، لأننا نعبد الله بالروح وبالعقل ، ولكننا نعرفه بموجب الإعلان الإلهي، ونؤمن به بالقلب. أما العقل فينحني خاشعاً للإعلان الإلهي ولا يستطيع أن يعترض عليه لأنه ليس ضد العقل بل هو أكبر منه ويسمو فوقه. وعلى هذا فمن المسلّم به أنّ كلّ معلول لا بدّ له من علّة سابقة وكافية لإحداثه. فالكون أو العالم غير أزليّ، ولا هو كوّن نفسه. لذلك فهو معلول، أي له علّة خارجيّة عنه، كافية لإحداثه. وهذا بالطبع يستلزم الاعتراف بأنّ للعلّة وجوداً حقيقيّاً دائماً. فاللاشيء لا يمكنه أن يوجد شيئاً. والأدلّة على عدم أزليّة الكون متعدّدة نكتفي بذكر اثنتَين منها: (أ)إنّ العالم على هيئته الحاضرة متغيّر باستمرار. وكلّ متغيّر مُحدَث، أي أنّ لديه بداية. (ب)إنّ الانقلابات الجيولوجيّة التي توالت على العالم وأحدثت فيه تغييرات عظيمة وكثيرة تبيّن أنّه غير أزليّ. أمّا القول بأنّ الكون واجب الوجود فمخالف لحكم العقل السليم، لأنّ العالم مركّب من عناصر عديدة. وكلّ مركّب معلول أي حادث، وشهادة الاكتشافات الطبيعيّة الجديدة تبيّن أنّ العالم صنعته يد واحدة، لأن ما فيه من المخلوقات مركّب ومنظّم بقوّة عقل واحد، ممّا يؤكّد كلّ التأكيد وجود خالق عظيم هو علّة العلل. هناك بعض أقوال علماء الجيولوجيا والطبيعة التي تبرهن أنّ الأرض التي نعيش عليها محدَثة: (1)إنّ كلّ أنواع الحيوانات والنباتات المعروفة الآن حديثة العهد بالنسبة لمدّة وجود العالم. (2)إنّ الموادّ الخالية من الحياة لا يمكن أن تولّد حياةً في نفسها ولا في غيرها. وإنّما الحياة وحدها تحدث الحياة. وفي تعبير آخر أنّه لا حيّ إلاّ من حيّ. (3)لم يتبرهن بعد الفحص الكافي أنّ نوعاً من المخلوقات الحيّة استحال إلى آخر. فيلزم من هذا المبدأ أنّ لكلّ حيوان ونبات بداءة. وكلّ ما له بداءة فهو مخلوق، والمخلوق لا بدّ له من خالق.
ولذلك كان لا بد أن يرسل الله الرسل ليبلغونا عن الله ... لماذا خلق الله هذا الكون ؟ ولماذا خلقنا ؟ وما هو منهج الحياة الذى رسمه لنا لنتبعه ؟ وماذا أعد لنا من ثواب وعقاب ؟ .. فتلك مهمة فوق قدرات العقول ، وتلك مهمة لو استخدمنا فيها العقل لما وصلنا الى شىء. فالله سبحانه وتعالى وضع الدليل الايمانى فى الكون ، كما وضع الدليل العقلى ، ولكننا سنحتكم للعقل وحده ، ليرى الناس جميعا أن الاحتكام للعقل يعطينا آلاف الأدلة من آيات الله التى تشهد أن لا اله إلا اللـــــــــــــــه.. واذا أردنا أن نتكلم عن الأدلة المادية على وجود الله فلنبدأ أولا بما نراه جميعا أمام أعيننا ليلا ونهارا ،ونلمسه أيضا لأننا نعيشه .....ألا وهو (الخلــــــق) فالبداية هى أن هذا الكون – بكل ما فيه – قد وُجد أولا قبل أن ُيخلق الإنسان ، ولا أحد يستطيع بإ ستخدام العقل وحده أن يُجـا دل أن هذا الكون قد ُخلق وُأعد لحياة الإنسان قبل أن ُيخلق الإنسان نفسه ، فإذا جاء الحق سبحانه وتعالى وقال لنا : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة } فلا يستطيع أحد بعد ذلك أن يُنكر أن خلق الكون كان قبل خلق الإنسان ، ثم تأتى الآية الكريمة: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً 03 البقرة } فتؤكد أن الكون أُعد للإنسان قبل أن يُخلق ، وأننا جميعا – أى البشر- قد جئنا إلى كون مُعد لنا إعدادا كاملا. ولكن قدرة هذا الكون لا تخضع لنا ولا لقدراتنا ، بل هى أكبر من هذه القدرات بكثير ، فالشمس - مثلا – أقوى من قدرة البشر جميعا ، وكذلك الأرض والبحار والجبال .. إذن فلا بد أن تكون هذه الأشياء خُضعت لنا بقدرة من خلقها ، وهو الله سبحانه وتعالى ، وليس بقدرتنا نحن . إنها مُسخرة لنا ، ولا تستطيع أن تعصى أمراًََ . فالشمس لا تستطيع أن تشرق يوما وتغيب يوما .. حسب هواها ، لتعطى الدفء ووسائل استمرار الحياة لمن تريد ، وتمنعه عمن تشاء .. والهواء لا يستطيع أن يهُب يوما ويتوقف يوما .. والمطر لا يستطيع أن يمتنع عن الأرض ، فتنعدم الحياة ويهلك الناس .. والأرض لا تستطيع أن تمتنع عن إنبات الزرع .. ولا تستطيع البشرية كُلها أن تدّعى أن لها دخل فى خلق هذه الأشياء ، ولا فى مهمتها ، ولا استمرارها فى عطائها .. فهذا كله لا يخضع لإرادة البشر . فإذا جئنا إلى الإنسان وجدناه هو الآخر – لا بد أن يشهد بأن له خالقا وموجودا ، فلا يوجد من يدعى أنه خلق إنسانا ، ولا من يدعى أنه خلق نفسه .... * فكيف إذا جاء بعض الناس وقالوا : ان هذا الكون خُلق بالمصادفة .. - نقول لهم : إن المصادفة لا تنشىء نظاما دقيقا كنظام الكون الذى لم يختل رغم مرور ملايين السنين . * وإذا جاء بعض العلماء الملحدين ليدّعى أنه كانت هناك ذرات ساكنة ثم تحرّكت وتكثّفت واتّحدت .. - نقول لهم : ومن الذى أوجد هذه الذرّات ؟ ومن الذى حركها من السكون ؟ . * وإذا قيل أن الحياة بدأت بخلية واحدة فى الماء نتيجة تفاعلات كيماوية .. - نقول : ومن الذى أوجد هذه التفاعلات لتصنع هذه الخلية ؟ . ونحن لا ندخل مع هؤلاء فى جدل عقيم ، وإنما نقول لهم : إن من إعجاز الخالق .. أنه أنبأنا بمجيئهم قبل أن يأتوا ، وأنبأنا أن هؤلاء مضلون .. أى ليسوا على حق ، ولكنهم على ضلال .. ن وفى ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : { مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) الكهف} * وإذا جاء بعض المضلين ليضل الناس بنظريات كاذبة عن أصل خلق الإنسان ، مدعيا أن أصل الإنسان قـرد.. - نقول له : إن هذه النظرية يملؤها الغباء ، فنحن لم نشهد قردا تحول لإنسان ، وإذا كان أصل الإنسان قردا – فلماذا بقيت القرود على حالها حتى الآن ولم تتحول إلى بشر ؟ ومن الذى منعها أن يحدث لها هذا التحول ما دام قد حدث فى الماضى ؟ علامات القصد في الكون: هذا الدليل من أصدق الأدلّة على وجود الله. وصورته الإجماليّة، هي أنّ التنظيم يستلزم بالضرورة وجود منظّم نظّمه. والكون منتظم جدّاً لأنّ فيه يظهر حُسْن الترتيب والتركيب والقصد في كلّ شيء. ممّا يدلّ على وجود منظم لهذا كله هو الله. والواقع أنّ علامات القصد في الكون تدلّ حتماً على وجود قاصد قادر جدّاً، قادر أن يصنع كلّ شيء. ولذلك يجب التسليم بوجود الخالق سبحانه وتعالى . وقد تبيّن أنّ علامات القصد ظاهرة في الكون على حالات مختلفة، كالترتيب الدقيق في أنواع المخلوقات، وأجزاء كلّ شيء وفقاً لنواميس طبيعيّة محكمة ومرتبطة معاً، وارتقاء أحوال الخلائق بالتدرّج في سلّم النظام وموافقة البنية الآليّة لإتمام وظائفها ونموّها وتقدّمها، وموافقتها عند اكتمالها للغاية المقصودة من خلقها، وموافقة كلّ ما سبق لغايات أدبيّة في ذهن الخالق، الذي يستخدم خلائقه لعبادته ولتربية مخلوقاته العاقلة الناطقة في الأدبيّات والروحيّات. فلولا القاصد الحكيم وتنظيمه العالم لعمّ التشويش الخليقة كلّها. وعلامات القصد تظهر في أمور كثيرة منها: (أ)علامات القصد في أعضاء الجسد: فليس عند البشر من المصنوعات ما يستحقّ أن يُقابَل بأعضاء جسد الإنسان في الكمال والدقّة والإتقان. فالعين مثلاً أكمل من جميع آلات النظر التي صُنعت، في مطابقتها لقوانين الضوء، لأنّ فيها عصباً منتشراً في شبكتها يشعر بالنور والألوان. ويدخل النور العين من الحدقة، وهذه تضيق إذا كثر وتتّسع إذا قلّ. وفعلها هذا ضروريّ لتعديل البصر وهو يعمل آليّاً دون خضوع للإرادة. مجرّد دخول النور من ثقب ما لا يكفي لرسم صور المرئيّات رسماً واضحاً، بل لا بدّ من مروره في بلّورة محدّبة لكي تنكسر أشعّته وتتجمّع في بؤرة. وهذان الشرطان متوفران في العين. ثمّ لو كان باطن العين أبيض، لانعكست أشعّة النور، وتشوّش البصر. فدفعاً لذلك، بُطِّنت العين ببطانة سوداء. وفي العين فضلاً عن ذلك عضلات مخصوصة تحكمها لنظر ما هو قريب وما هو بعيد، بسرعة مدهشة. كلّ هذا يظهر حكمة الله الفائقة في إعداد الوسائط لنوال الغاية المقصودة على منوالٍ يفوق كلّ ما في أعمال البشر. وكذلك الأذن، آلة عجيبة في كمالها. ففيها عصب السمع من الباطن، وآلة مموّجة اسمها الصماخ. هذه تحمل الموجات الهوائيّة إلى غشاء رقيق يُسمّى الطبلة. وهذا الغشاء يهتّز بتموّج الهواء. وداخلها عظيمات دقاق تنقل التموّجات إلى العصب السمعيّ، فينقلها هذا إلى عقدة السمع في الدماغ. ومن المعلوم أنّ معظم معاملات الناس تتمّ بواسطة هذه الآلة العجيبة، التي يتوقّف عليها السمع وتعلّم النطق. ولو أخذنا أعضاء جسد الإنسان واحداً فواحداً، لوجدنا أنّها رُكِّبت بصورة عجيبة، بالغة الدقّة والكمال للقيام بوظائفها، ممّا يدلّ على حكمة الخالق العظيم وقدرته في صنع الأشياء. (ب)علامات القصد عند الطفل حين ولادته: فحياة الإنسان تتوقّف على الأوكسجين الذي يتنفّسه، وبحسب ذلك، يولد الطفل مجهّزاً بآلة التنفّس مع أنّه لم يكن في حاجة إليها قبل ولادته. وهي في غاية الدقّة والإتقان، لتنقية الدم قبل توزيعه في كلّ أعضاء الجسم. وأيضاً قبل الولادة لا يحتاج الجنين إلى طعام ولكنّه حين يولد يصير محتاجاً إليه، ولذلك صنع الخالق جهاز الهضم، بأجزائه الكاملة. وكذلك قبل ولادته، لا يحتاج الطفل إلى أعضاء للمشي والعمل. ولكنّ الخالق كوّنها له قبل أن يولد، وفقاً لحاجته بعد الولادة، وهي مكوّنة من عظام ومفاصل متنوّعة، لكي تتحرّك تمشّياً مع حاجته في المستقبل. ممّا يدلّ على حكمة هذا الخالق العظيم. (ج)التناسب في أعضاء الجسد: في كلّ حيوان تتناسب الأعضاء مع أحواله الخاصّة به، فأجهزة السمع والبصر والهضم والتنفّس والحركة مرتّبة ترتيباً دقيقاً تمكّنه من القيام بوظيفتها على أحسن وجه. و نرى في خصائصها من الاختلاف ما يوافق الاحتياج الخاصّ لكلّ جنس أو نوع من الحيوان. فالبرّيّ منها مجهّز بأجهزة توافق السكنى في البرّيّة. وكذلك المائيّ والهوائيّ. و يستطيع العالم المدقّق بواسطة بعض الخصائص أن يعرف من عظم واحد جنس الحيوان ونوعه. فالطيور التي تخوض المياه وتتغذّى بالأسماك مجهّزة بأعناق وسيقان طويلة جدّاً، لتمسك فريستها من تحت الماء، والطيور التي تسبح على وجه المياه، مجهّزة بأصابع ملتحمة لها شكل المجذاف، والتي تطير في الأجواء مجهّزة بأجنحة طويلة وعظام فارغة لتصبح خفيفة الوزن بالنسبة لأحجامها. والتي تعيش على الأشجار، لها مخالب ومناقير حادّة ولسان طويل للوصول إلى طعامها من قلب الأشجار، وغير ذلك من الخصائص التي جهّزها بها الخالق الحكيم. ولعلّ أعجب الخصائص ما وُجد عند الحرباء، فهذا الحيوان الصغير تنتشر على جسمه غدد تتأثّر بألوان الوسط المحيط به، فيتغيّر لون جلد الحرباء تبعاً لذلك الوسط. فحينما تقف على فرع شجرة أخضر يتغيّر لونها إلى الأخضر. وحينما تصل إلى زهرة زاهية اللون تتّخذ لون الزهرة، وإذا وجدت بين الأحجار تتّخذ لون الأحجار. وهي تستخدم هذه الميزة للتمويه دفاعاً عن نفسها إذ يتوهم عدوّها أنّها فرع من الشجرة أو زهرة من الأزهار أو حجر بين الأحجار. فكلّ هذه الخصائص عند هذه الحيوانات مكوّنة وفقاً لحاجتها. وهي تؤكّد حكمة الله صانعها.
وبناءا على هذا فإن قضية الخلق محسومة ، وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا . وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة. وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ، ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ، فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ، فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه . وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ، فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ، وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67). فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع . وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير . فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان . ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا . وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به . الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق . والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال : " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري . فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها. *- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) العنكبوت} *- { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63) العتكبوت } *- { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) الأنعام } *- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) الحج } وفى النهايـــــــــــــــــــــــــــــــــة أسأل الله رب العرش العظيم أن أكون وفقت فيما سردت فإن كان كذلك فهو من العليم المنّان ولا دخل لى فيه ، وإن كان غير ذلك فهو من نفسى ومن الشيطان ، وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه الى الجنة ثم يٌرمى به فى جهنم ، ونعوذ بالله من كل عمل يقربنا منها انه سميع مجيب . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين[/]
| |
|